داء الحصبة (بوحمرون)
محتويات :
1- السبب والعوامل
2- الأعراض
3- المضاعفات والمخاطر الصحية
4-
الوقاية والعلاج
5- التحديات الحالية في مكافحة الحصبة
السبب والعوامل
العوامل التي تسهم في الإصابة بالحصبة تشمل:
التعرض المباشر للفيروس: ينتقل الفيروس بسهولة عبر الهواء ويمكن أن يصيب الأشخاص في الأماكن المغلقة، خاصة إذا كان الشخص المصاب يعطس أو يسعل. كما يمكن للفيروس أن يبقى عالقًا في الهواء أو على الأسطح لفترة تتراوح بين ساعات، مما يسهل انتقاله بين الأفراد.
عدم تلقي اللقاح: يعتبر عدم الحصول على لقاح الحصبة من العوامل الرئيسية للإصابة بالمرض. الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد الحصبة معرضون بشكل أكبر للإصابة، خصوصًا في المناطق التي تشهد انتشارًا واسعًا للمرض أو في الأماكن التي تتدنى فيها معدلات التطعيم.
الضعف المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب أمراض معينة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحصبة.
الازدحام السكاني: التجمعات البشرية في الأماكن العامة مثل المدارس والمستشفيات والأسواق تساهم بشكل كبير في تسهيل انتقال الفيروس بين الأفراد.
الحالات الطبية المصاحبة: الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب قد يواجهون صعوبة في مقاومة العدوى، مما يزيد من فرص تطور المرض لديهم.
العمر: الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن، خصوصًا أولئك الذين لم يحصلوا على اللقاح، أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة نتيجة الحصبة.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية: في المناطق ذات الدخل المنخفض أو في المجتمعات التي تعاني من نقص في الرعاية الصحية، تكون معدلات التطعيم أقل، مما يزيد من احتمالية تفشي المرض.
التنقل والسفر: الأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق ينتشر فيها المرض معرضون بشكل أكبر للإصابة، خاصة إذا كانت مستويات التطعيم في تلك المناطق منخفضة.
التشخيص المتأخر: في بعض الأحيان قد يتأخر تشخيص الحصبة أو يتم الخلط بينها وبين أمراض أخرى، مما يسهم في تأخير العلاج ويزيد من فرص انتشار الفيروس.
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية: على الرغم من أن المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات، قد يؤدي الإفراط في استخدامها إلى تقليل كفاءة جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الأمراض الفيروسية مثل الحصبة.
أعراض المرض:
تبدأ أعراض الحصبة عادة بعد 10 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس.
المرحلة الأولى من المرض تتسم بما يلي:
- حمى شديدة
- سعال جاف
- التهاب الحلق
- سيلان الأنف
- احتقان العين
في اليوم الثالث أو الرابع، يظهر الطفح الجلدي المميز الذي:
- يبدأ في الوجه
- ينتشر بسرعة إلى باقي أجزاء الجسم
- يكون عادة أحمر اللون وقد يسبب حكة شديدة
قد تظهر أيضًا بقع بيضاء صغيرة في الفم تُعرف ببقع "كوبليك"، وهي علامة دالة على الإصابة بالحصبة.
بالإضافة إلى الأعراض التي تم ذكرها، يمكن أن تظهر بعض الأعراض الأخرى في مراحل لاحقة من المرض، وتختلف شدة الأعراض من شخص لآخر. تشمل هذه الأعراض:
الإعياء العام: يشعر المصاب بالحصبة بالتعب الشديد والضعف العام بسبب استجابة جهاز المناعة للعدوى.
التهاب العين (التهاب الملتحمة): قد يعاني المريض من احمرار العين وحساسية تجاه الضوء، وهو أمر شائع في حالات الحصبة.
التهاب الأذن الوسطى: قد يصاب البعض بالتهاب في الأذن الوسطى، مما يسبب آلامًا في الأذن وفقدانًا مؤقتًا للسمع في بعض الحالات.
الصداع: يمكن أن يعاني المصابون من صداع شديد خلال المرحلة الأولية من المرض.
آلام في الجسم: يعاني بعض المرضى من آلام عامة في العضلات والمفاصل، وهي جزء من الاستجابة الالتهابية لجهاز المناعة.
فقدان الشهية: غالبًا ما يعاني المصابون من فقدان الرغبة في الطعام بسبب الحمى والشعور العام بالضعف.
الإسهال: في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال المصابون من الإسهال الذي قد يزيد من تفاقم الجفاف.
صعوبة التنفس: قد يصاب البعض بمشاكل في التنفس نتيجة الالتهابات الرئوية أو التهاب الشعب الهوائية المرتبط بالحالة.
تورم الغدد اللمفاوية: قد يحدث تورم في الغدد اللمفاوية في الرقبة وأماكن أخرى نتيجة الاستجابة المناعية للعدوى.
المضاعفات والمخاطر الصحية
رغم أن الحصبة تعتبر مرضًا قابلًا للعلاج، إلا أن الإصابة بها قد تؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحية الخطيرة، خصوصًا لدى الأطفال دون سن الخامسة، والبالغين فوق سن الخمسين، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
من بين المضاعفات الشائعة التي قد تنشأ نتيجة الحصبة:
التهاب الأذن الوسطى: يمكن أن يحدث التهاب في الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى آلام شديدة وفقدان مؤقت أو دائم للسمع.
التهاب الرئة: من الممكن أن يتطور التهاب رئوي حاد، الذي قد يسبب صعوبة في التنفس ومضاعفات صحية أخرى تتطلب علاجًا مكثفًا.
التهاب الدماغ: قد يسبب الفيروس التهابًا في الدماغ، مما يؤدي إلى إعاقات دائمة في بعض الحالات، أو حتى الوفاة في حالات نادرة.
بالإضافة إلى هذه العوارض، هناك أيضًا مضاعفات نادرة لكنها مميتة مثل:
التسمم الدماغي الحاد: ويعرف باسم "التصلب الجهازي الحاد"، وهو حالة قد تظهر بعد عدة سنوات من الإصابة بالحصبة، وتؤدي إلى تلف دائم في الدماغ يمكن أن يكون قاتلًا.
الإسهال الشديد والجفاف: يمكن أن يؤدي الإسهال المصاحب للحصبة إلى فقدان السوائل بشكل كبير، مما يزيد من خطر الجفاف الشديد، خاصة في الأطفال الصغار.
التهاب الأمعاء: في بعض الحالات، قد يعاني المصابون من التهاب في الأمعاء، مما يؤدي إلى ألم في البطن وصعوبة في الهضم.
الالتهاب الرئوي الفيروسي: يعد من أخطر المضاعفات وقد يتسبب في تهديد الحياة إذا لم يتم التعامل معه بشكل سريع، ويمكن أن ينتج عن العدوى الثانوية من البكتيريا.
التهاب الكبد: في حالات نادرة، قد يصاب المريض بالتهاب الكبد، مما يؤدي إلى مضاعفات في الكبد قد تؤثر على وظائفه بشكل خطير.
الإصابة بالعدوى البكتيرية الثانوية: بما في ذلك الالتهاب الرئوي البكتيري أو التهاب الأذن الوسطى البكتيري، مما قد يزيد من تعقيد الحالة الصحية.
مشاكل في الجهاز التنفسي العلوي: مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو تضخم اللوزتين، مما يساهم في صعوبة التنفس واحتقان الأنف المستمر.
الوقاية والعلاج
أفضل وسيلة للوقاية من الحصبة هي التطعيم، حيث يعتبر اللقاح المزدوج (MMR) الذي يحمي من الحصبة Measles والنكاف Mumps والحصبة الألمانية Rubella الحل الأكثر فعالية للحد من انتشار المرض. وفقا لمنظمة الصحة العالمية(WHO) ، ساهم اللقاح في تقليص حالات الإصابة بالحصبة بشكل كبير في الدول التي تنفذ حملات تطعيم موسعة.
العلاج: رغم عدم وجود علاج مضاد للفيروس بشكل مباشر، يمكن معالجة
الأعراض والتقليل من المضاعفات. ومن بين العوارض التي يتم معالجتها:
- الحمى: يتم استخدام الأدوية لتخفيف الحمى التي تصاحب الحصبة.
- التورم: يمكن استخدام أدوية لتقليل التورم الذي يصاحب العدوى، خاصة في حالة التهاب الأذن أو الرئة.
التحديات الحالية في مكافحة الحصبة
رغم التقدم الكبير في مجال التطعيم، لا تزال الحصبة تشكل تهديدا كبيرا في بعض الدول التي تعاني من انخفاض في معدلات التطعيم. ويعود ذلك إلى القلق بشأن سلامة اللقاح أو انتشار نظريات المؤامرة المرتبطة به. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، شهدت بعض البلدان زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالحصبة بعد سنوات من التقدم في مكافحتها، مما يبرز ضرورة تعزيز حملات التوعية والتطعيم للحد من هذا التحدي.